سياسة

مهمة جديدة لديميستورا تتمثل في تنزيل مقترح الحكم الذاتي قبل نهاية 2026

تشهد قضية الصحراء الغربية تطورا دبلوماسيا كبيرا. وبحسب معلومات حصرية حصل عليها معهد آفاق جيوسياسية من مراسل دبلوماسي في واشنطن، فإن الأمين العام للأمم المتحدة يستعد لإعادة تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للصحراء الغربية حتى نهاية عام 2026، على عكس التوقعات باستقالته الوشيكة.

تحول استراتيجي بعد الإنذار النهائي

ويأتي هذا القرار المفاجئ في الوقت الذي تنتهي فيه المهلة التي حددها دي ميستورا نفسه في أكتوبر/تشرين الأول 2024. وأوضح المبعوث الشخصي لمجلس الأمن أنه إذا لم يتم تحقيق أي تقدم خلال الأشهر الستة المقبلة، فيجب على الأمين العام أنطونيو غوتيريش إعادة تقييم أهمية مهمته.

ويكشف مصدرنا في واشنطن أن هذا التحول يأتي عقب لقاء حاسم بين ستيفان دي ميستورا وليزا كينا، وهي دبلوماسية أميركية رفيعة المستوى. وخلال هذا اللقاء، قيل إن الأخير “أبلغه بشكل حازم الموقف الأمريكي وخريطة الطريق” بشأن قضية الصحراء، مما دفع المبعوث الشخصي إلى “التوافق” مع نهج واشنطن.

وقد أكد الموقف الأمريكي بوضوح
ويجب فهم هذا الاتجاه الجديد في ضوء التصريحات الرسمية الأميركية الأخيرة. في 5 أبريل 2025، أكد وزير الخارجية ماركو روبيو بوضوح، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن “الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية وتدعم اقتراح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع”. »

وفي البيان الرسمي نفسه، ذكرت وزارة الخارجية أن “الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”، وأن وزير الخارجية “أكد من جديد دعوة الرئيس ترامب للأطراف إلى الدخول في مناقشات دون تأخير، باستخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”. »

خريطة طريق أمريكية لحل النزاعات

وبحسب مصدرنا فإن “خارطة الطريق” التي أبلغتها ليزا كينا إلى دي ميستورا ستتمحور حول عدة محاور:

1. التخلي النهائي عن أي نموذج لصالح نهج قائم حصريًا على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية

 2. تحويل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) إلى مهمة لدعم التنفيذ التدريجي للحكم الذاتي.

3. جدول زمني محدد للمفاوضات، مع منح دور مركزي لمجموعة “أصدقاء الصحراء الغربية”.

4. نهج يهدف إلى الحد من نفوذ الجزائر في العملية السياسية.

ضغوط متعددة على المبعوث الشخصي

ويأتي قرار ستيفان دي ميستورا بمواصلة مهمته وسط ضغوط متعددة الأوجه. وبالإضافة إلى الهجوم الدبلوماسي الأميركي، أرسلت إدارة ترامب إشارات واضحة مفادها أنها مستعدة لإعادة النظر في تمويل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو).

وقد وصف مايكل روبين، وهو محلل مؤثر مقرب من إدارة ترامب، هذه المهمة مؤخرا بأنها مثال بارز على “بعثات الأمم المتحدة غير الفعالة”، مشيرا في عموده في صحيفة واشنطن إكزامينر (19 مارس/آذار 2025) إلى “إهدار مليارات الدولارات على مدى 34 عاما دون حتى إجراء تعداد سكاني”. »

من جانبه، أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون عن نيته تقديم مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وقال في حسابه على موقع X: “سأقدم مشروع قانون لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية”.

تداعيات هذا التجديد

وإذا تم تأكيد إعادة تعيين ستيفان دي ميستورا حتى نهاية عام 2026 في اجتماع مجلس الأمن في منتصف أبريل/نيسان، فسوف يشكل ذلك نقطة تحول رئيسية في نهج الأمم المتحدة تجاه هذه القضية. ستبلغ:

1. التوافق الفعلي بين الأمم المتحدة والموقف الأميركي:

إن قرار إعادة تعيين دي ميستورا بولاية تركز على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية من شأنه أن يمثل تخلي مؤسسة الأمم المتحدة ضمناً عن نموذج الاستفتاء.

2. التهميش المتزايد لجبهة البوليساريو والجزائر:

من خلال اعتماد خطة الحكم الذاتي كـ “الإطار الوحيد” للمفاوضات، فإن الأمم المتحدة سوف تقلص بشكل كبير من هامش المناورة لجبهة البوليساريو، وبالتالي، لداعمها الرئيسي، الجزائر.

3. تسريع عملية الاعتراف الدولي:

إن إعادة تعيين دي ميستورا بهذه الولاية الجديدة من شأنه أن يشجع دولاً أخرى على اتباع المثال الأميركي من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الإقليم.

ردود الفعل والآراء المتوقعة

إن إعادة تعيين ستيفان دي ميستورا بهذه الولاية الجديدة من شأنها أن تثير ردود فعل متباينة:

– بإمكان المغرب أن يرحب بهذا التطور، الذي يندرج في إطار جهوده الدبلوماسية المتواصلة لتأكيد مكانته.

– ينبغي على الجزائر وجبهة البوليساريو أن تعارضا بشدة ما تعتبرانه تحيزا من جانب الأمم المتحدة لصالح المغرب وتخليا عن مبادئ تقرير المصير.

– الاتحاد الأوروبي، المنقسم بشأن هذه القضية، قد يرى بعض أعضائه يكثفون دعمهم لخطة الحكم الذاتي، في حين يحتفظ آخرون بموقف أكثر تحفظا.

– إن روسيا والصين، اللتين تلتزمان تقليديا بمبدأ عدم التدخل، قد تحافظان على موقفهما الامتناعي، وهو موقف مؤيد بحكم الأمر الواقع لهذا التطور في تفويض الأمم المتحدة.

نحو الحل النهائي

إذا تم تأكيد إعادة تعيين ستيفان دي ميستورا حتى نهاية عام 2026، فقد يمثل ذلك بالفعل بداية المرحلة النهائية لحل هذا الصراع المستمر منذ ما يقرب من نصف قرن. إن التقارب الدبلوماسي الأمريكي المغربي، الذي تعزز بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يخلق ديناميكية غير مسبوقة.

وكما قال وزير الخارجية ماركو روبيو في البيان الرسمي لوزارة الخارجية: “ستعمل الولايات المتحدة على تسهيل التقدم نحو هذا الهدف”، مؤكداً التزام واشنطن الاستباقي بالسعي إلى التوصل إلى حل نهائي يقوم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

إن عام 2025، الذي يصادف الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، قد يفتح فصلا جديدا في تاريخ هذا الصراع، مع مسار يتجه الآن بوضوح نحو ترسيخ السيادة المغربية على المستوى الدولي، مصحوبا بضمانات الحكم الذاتي للمنطقة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button