
صرّح وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين، بأن القارة الإفريقية لم تعد بحاجة إلى شعارات أيديولوجية، بل أصبحت في أمسّ الحاجة إلى خطوات عملية وجادة في مجالات السلم، والأمن، والتنمية البشرية.
وجاءت هذه التصريحات ضمن كلمة ألقاها نيابة عنه فؤاد يزوغ، خلال افتتاح مؤتمر الحوار البرلماني بين بلدان الجنوب، المنعقد بمقر مجلس المستشارين، حيث أكد بوريطة على الأهمية المتزايدة للدبلوماسية البرلمانية باعتبارها فضاءً خصبًا لتوليد الأفكار وتنسيق الجهود وتبادل الخبرات، في إطار تعاون جنوبي-جنوبي يفرضه واقع التحديات المشتركة بين دول الجنوب.
وأشار الوزير إلى الأهمية الخاصة التي يكتسيها هذا المؤتمر، لاسيما في ظل مشاركة ممثلين عن 13 اتحادًا وجمعية برلمانية، وحضور 25 دولة من ثلاث قارات، وهي دول تمتلك قدرات كبيرة لتحقيق تنمية مشتركة وتحولات اقتصادية وتكنولوجية واعدة، إضافة إلى إمكانيات فعلية لتحسين ظروف عيش شعوبها.
كما جدد بوريطة تأكيد المغرب على قناعته الراسخة بأن مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في دول الجنوب تتطلب اعتماد نهج يرتكز على مبدأ التنمية المشتركة، ويأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية لكل دولة، ضمن رؤية تشاركية على مستوى الإقليم أو الجهة.
وأضاف أن التجارب التي راكمها المغرب في مجالات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة، والاستغلال المستدام للموارد، والتكنولوجيات الحديثة، ومكافحة الإرهاب، تمنحه مكانة متميزة إقليمياً وقارياً، وتفتح المجال أمام شراكات حقيقية مع الدول الشقيقة والصديقة، خاصة في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، والعالم العربي.
وأكد بوريطة على إيمان المغرب بقدرة دول الجنوب على التجدد وتعزيز مسار التنمية لديها، داعياً إلى توسيع التعاون البيني، وإرساء شراكات تضامنية واستراتيجية، مشدداً على أن الحوار وتبادل الرؤى بين مؤسسات هذه الدول من شأنه تعزيز الروابط بين الشعوب التي تتقاسم قيماً ثقافية وحضارية وإنسانية عميقة، ويساهم في بناء منظومات تعاون وتكامل فعالة.
وفي ختام كلمته، لفت وزير الخارجية إلى أن الدبلوماسية البرلمانية أصبحت تمثل مكوناً موازياً لا يقل أهمية عن العمل الدبلوماسي الرسمي، حيث يضطلع البرلمانيون بدور متزايد في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وديمقراطية، خصوصاً في ظل الأزمات العالمية الحالية وما تفرضه من مسؤوليات سياسية وأخلاقية على عاتق ممثلي الشعوب، تستوجب منهم الإصغاء لانشغالات المواطنين والتفاعل مع تطلعاتهم