الجزائر تلصق تهمة إسقاط طائرة الدرون المالية لضابطين عسكريين لتبرئة شنقريحة

كشف معهد الأفق الجيوسياسي مؤخرًا عن معطيات حساسة تتعلق بالحادثة التي شهدتها منطقة تنزواتين الحدودية، حيث أسقط الجيش الجزائري مسيرة مالية كانت في طريقها إلى منطقة الساحل. هذا الحادث لم يثر فقط قلقًا محليًا بل ترك تأثيرات سلبية على العلاقات الجزائرية المالية، خاصةً مع باماكو.
خلفيات الحادثة
وفقًا للمعهد، الحادثة تكشف عن جوانب مثيرة للجدل تتعلق بدور الجيش الجزائري، حيث أفادت التقارير بأن العملية كانت تهدف في جزء منها إلى حماية إياد أغ غالي، زعيم تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين في مالي. يُعتبر أغ غالي واحدًا من أكثر الشخصيات الإرهابية المطلوبة في منطقة الساحل، ويُعتقد أنه يتمتع بعلاقات غير واضحة مع بعض الأوساط العسكرية الجزائرية.
التحقيقات داخل الجيش
بعد هذه الحادثة، تزايدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين، ما دفع السلطات الجزائرية إلى اتخاذ خطوات بتوجيه اللوم إلى ضابطين في الجيش. وهنا ظهر مفهوم “كبش الفداء”، حيث تسعى القيادة العسكرية إلى إبعاد الشبهات عن مسؤوليتها في الحادثة، من خلال التحقيق مع الضابطين بتهمة إسقاط المسيرة دون إذن من قائد أركان الجيش، الفريق سعيد شنقريحة.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس حيث يحاول نظام “الكابرانات” كما يُوصف في وسائل الإعلام، السيطرة على تبعات الحادث وإبعاد الأنظار عن الشائعات حول علاقة الجيش بأغ غالي.
التداعيات السياسية
تدعم التقارير أن هذه الأحداث قد تساهم في تأجيج المشاعر المعادية للسلطة في الجزائر وتعطي انطباعًا بعدم الاستقرار في المنطقة. إن تضارب المصالح بين الجزائر ومالي، خاصةً في سياق محاربة الإرهاب، يعكس تعقيد العلاقة بين البلدين.
في ختام المطاف، تبقى أحداث تنزواتين مثالًا آخر على التوترات القائمة في منطقة الساحل والصحراء، حيث تتداخل الاعتبارات الأمنية والسياسية بشكل متكرر. والتحقيقات الجارية قد تفتح الباب لمزيد من الخلافات بين الجزائر وجيرانها في غرب إفريقيا، مما يستدعي الحذر في التعامل مع الملفات الأمنية في المستقبل.