
أعلنت كينيا تأييدها الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل واقعي وبناء للنزاع حول الصحراء المغربية، في خطوة تُعتبر انتكاسة جديدة للدبلوماسية الجزائرية وجبهة البوليساريو المدعومة منها. وجاء في بيان مشترك صدر عن العاصمة الرباط أن نيروبي وصفت المخطط المغربي بأنه “المقاربة الوحيدة المستدامة” لتسوية هذا النزاع المفتعل، مما يعكس تصاعد الاعتراف الدولي بشرعية الموقف المغربي.
هذا الموقف الكيني لم يأت من فراغ، بل يأتي في سياق زيارة رسمية قام بها الوزير الأول ووزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، إلى المغرب، حيث اجتمع بنظيره المغربي ناصر بوريطة لتوطيد التعاون الثنائي. وتُعد هذه الخطوة مفصلية في مسار الدبلوماسية المغربية النشطة، التي نجحت في كسب تعاطف متزايد من القارة الإفريقية، بينما ترزح جبهة البوليساريو وحلفاؤها تحت وطأة العزلة المتصاعدة.
وفي سياق متصل، تواصل الموجة الداعمة للمغرب تصاعدها بإعلان غانا، التي كانت تُصنف سابقاً ضمن المحور المناهض للمغرب بقيادة الجزائر وجنوب إفريقيا، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع ما يُسمى “الجمهورية الصحراوية”، وهو كيان وهمي لا يستند إلى أي شرعية دولية. وقد جاء هذا القرار في وثيقة رسمية من وزارة الخارجية الغانية، مما يؤكد فشل الدعاية الانفصالية في الصمود أمام الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية.
ويُعتبر الموقف الكيني ضربة استراتيجية للبوليساريو وحلفائها، خاصة أن كينيا كانت في السابق من أبرز الداعمين للانفصاليين، بل وقادت مع جنوب إفريقيا ونيجيريا تحالفاً معادياً للمغرب. لكن المنطق السليم والمصالح المشتركة بدآ يفرضان نفسهما، حيث تتجه نيجيريا، الشريك الاقتصادي الكبير للمغرب، نحو تبني موقف مماثل، خاصة بعد الإعلان عن مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري العملاق.
في المقابل، لم يعد يناصر الأطروحة الانفصالية سوى حفنة من الدول، معظمها ناطقة بالإنجليزية وتخضع لتأثير جنوب إفريقيا والجزائر، مثل أنغولا وبوتسوانا وموزمبيق وناميبيا. لكن حتى هذه الدول تجد نفسها في موقف دفاعي بعد تراجع الدعم الدولي للبوليساريو، الذي لم يعد قادراً على مواكبة الزخم المغربي المتصاعد.
بكل المقاييس، تُثبت المملكة المغربية مرة أخرى أنها القوة الدبلوماسية والاقتصادية الأكثر فاعلية في المنطقة، بينما تترنح الجزائر وحلفاؤها تحت وطأة سياسات غير واقعية، ترفض الاعتراف بحقائق التاريخ والجغرافيا.
بهذا الاعتراف المهم، حصل المغرب على دعم 38 صوتًا من أصل 55 عضوًا في الاتحاد الإفريقي، متجاوزًا بذلك ثلثي الأعضاء. هذه النتيجة تخول للمغرب حق المطالبة بتعديل أحد بنود ميثاق الاتحاد الإفريقي، بعد أن أصبح التصويت من قبل الثلثين ممكناً اليوم. وبالتالي طرد كيان الوهم من هذه المنظمة القارية بشكل نهائي